·        مجلة مَجمَع اللغة العربية بدمشق

·        مجمع اللغة العربية بدمشق

·        حول اللغة العربية في شبكة الألوكة

·        اللغة .. والقلم


·        هدم اللغة العربية الفصحى!

·        اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها

·        فضل اللغة العربية

·        أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام

·        الاستعمار الغربي المباشر ومعاركه مع اللغة العربية

·        مجمع اللغة العربية المدرسي رؤية مستقبلية لتعزيز اللغة العربية

·          أثر اللغة العربية في اللغة الألبانية

·          أثر اللغة العربية في اللغة الفارسية

·          أثر اللغة العربية في اللغة اليونانية

·          أثر اللغة العربية في اللغة الفرنسية

·          أثر اللغة العربية في اللغة الإنجليزية

·          أثر اللغة العربية في اللغة الإيطالية

·          مخاطر فرنجة اللغة العربية باستخدام لغة الدردشة

·          صناعة تعليم اللغات: لمحة تاريخية وملاحظات ميدانية حول تعليم اللغة العربية

·        وسائل تنمية اللغة وتطورها

·        الصليبيون وأهم معارك العربية قديما

·        سمات اللغة العربية: الإيجاز والاختصار

·        المغول واللغة العربية وحضارتها

·        سمات اللغة العربية: السعة والمرونة

·        عالمية الدور الحضاري للعربية

·        اللغة العربية: الهوية ومناط الشرف

·        اللغة العربية ومكانتها

·        من وظائف اللغة

0 11:01 ص

موقع الألوكة:  

الاستعمار الغربي المباشر ومعاركه مع اللغة العربية

الاستعمار الغربي المباشر ومعاركه مع اللغة العربية
تعرضت الأمة العربية والإسلامية للاستعمار الغربي المباشر، ورَزَحت تحت وطأته سنين عدة كثيرٌ من البُلدان العربية، من المحيط إلى الخليج، ولقد أدى هذا الزحف الاستعماري المستبِد الغاشم إلى تخلف الوطن العربي؛ لغة وشعبًا وحضارة... إلخ، وخلف آثارًا مقيتة، وما يهمنا هنا الآثار التي تهم اللغة العربية، فقد عمد الاحتلال الغربي في البلد العربي الذي وقع فريسة له إلى أن يمحو ذاكرة التاريخ والحضارة، وأن ينزع ألسنتهم، ويستبدل بها لسانه، وأن ينتزع الإيمان من صدورهم، وأن يمحو حضارتهم من أرضهم وعقولهم... إلخ.


وفي بداية الأمر خُيِّل للاستعمار وأعوانه أن العرب قد استكانوا ورضخوا وأذعنوا، ولن تقوم لهم قائمة بعد ذلك، إلا أنه مع مرور السنين، لم يحقق الاستعمار كثيرًا مما أراد - وإن حقق بعضًا منه - فقد كان التعليم في البلاد العربية المحتلة يتم كله باللغات الأجنبية؛ الإنجليزية في (مصر، والسودان، والعراق)، والفرنسية في (سورية، وتونس، والجزائر، والمغرب)، فقد كانت خطة النفوذ الأجنبي ترمي إلى:

أولاً: تحويل أبجدية اللغات الإقليمية إلى اللاتينية، وكانت تكتب أساسًا بالعربية، كما حدث في إندونيسيا وبعض بلاد إفريقية وآسيا.

ثانيًا: تقديم اللغات الأجنبية في الأقطار الإسلامية على اللغة العربية.

ثالثًا: تقديم اللهجات واللغات المحلية، وتشجيعها، والدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

رابعًا: ابتعاث الطلاب إلى الغرب لدراسة لغاته، وكان ذلك إيمانًا بأن اللغة هي الوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة أمَّة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها، ويصير له انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة.

وفي هذا الشأن يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر - بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها -:

"يجب أن نُزيل القرآن العربي من وجودهم... ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم؛ حتى ننتصر عليهم"[1]، وتجلى ذلك في ممارسات الفرنسيين الذين اقتحموا الأزهر إبَّان الحملة الفرنسية، وجعلوه إسطبلاً لخيولهم، وكذلك في إغلاق المساجد في الجزائر - بعد احتلالها - وتحويل بعضها إلى كنائس، وهم الذين قاموا بمحاولة القضاء على اللغة العربية والثقافة الإسلامية في الشمال الإفريقي، ناهيك عن المجازر الوحشية التي ارتكبها هؤلاء وغيرهم في البلدان العربية والإسلامية المستعمرة.

ولكن اللغة العربية أبت أن تندحر أو تُقهر، وذلك بفضل حفظ الله تعالى لها المتمثل في حفظ كتابه، ثم بفضل خصائصها، وفضل إيمان أبنائها ومحبيها بأهميتها ومكانتها ودورها، وفي هذا الشأن يقول مصطفى صادق الرافعي: "ما ذلَّت لغة شعب إلا ذَلَّ، ولا انحطت إلا كان أمره في ذَهاب وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة، ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عمل واحد؛ أما الأول: فحبس لغتهم في لغته سجنًا مؤبدًا، وأما الثاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا، وأما الثالث: فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع"[2].

ويقول ريتشارد كريتفيل:

"إنه لا يعقل أن تحل اللغة الفرنسية أو الإنجليزية، محل اللغة العربية، وإن شعبًا له آداب غنية منوعة، كالآداب العربية، ولغة مرنة، ذات مادة لا تكاد تفنى - لا يخون ماضيه، ولا ينبذ إرثًا ورثه بعد قرون طويلة عن آبائه وأجداده"[3]، وقال الفرنسي جاك بيرك: "إن أقوى القُوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قويًّا في بقاء الشعوب العربية"[4].

وبعد الهجمة المغولية، والحروب الصليبية، وحملات الاستعمار الغربية، فما زالت لغتنا العربية باقية شامخة!


[1] العالم، جلال، قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله (ص 50).

[2] الرافعي، مصطفى صادق، وحي القلم (ج2، ص23)، دار المعارف، ط2، 1982م.

[3] ينظر: العلمي، إدريس بن الحسن، "اللغة العربية وآراء المفكرين الغربيين"، (مرجع سابق).

[4] ينظر: الجندي، أنور، الفصحى لغة القرآن (ص304).

تاريخ الإضافة: 24/12/2014 ميلادي - 3/3/1436 هجري
رابط الموضوع:  

http://www.alukah.net/literature_language/0/80229/#ixzz3NH1N1aJZ



2 10:41 ص

لغتنا حضارتنا

Google Plus Facebook Twitter

 د. خليفة علي السويدي

عن الكاتب

أرشيف الكاتب

عندما غردت في حسابي على «تويتر» تحت وسم «بالعربي» بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية»، وقلت: «عندما يتواصل الأشقاء في المغرب العربي بالفرنسية، ويفكر الأبناء في المشرق العربي بالإنجليزية، ندرك أحد أسرار تخلف الأمة العربية»، ثارت الحمية العربية عند البعض، فأهلنا في المغرب دفاعاً عن أنفسهم وعروبتهم قالوا: إن بعض العرب في المشرق مازالوا ينظرون لهم من زاوية حرجة فيما يرتبط باللغة العربية. واقتبس من الردود، «ومن قال لك أن المغاربة يتواصلون بالفرنسية؟ لماذا دائماً نظرتكم للمغاربة وكأنهم قوم من كوكب زحل؟». وأهل المشرق العربي كانت تعليقاتهم، تنحو نحو أهمية اللغة الأجنبية لمستقبل الإنسان، واقتبس مثلاً على ذلك «يارجال شوفنا حنا يالي مانعرف غير العربي متخلفين ولا أحد راضي يوظفنا عشان مانعرف إنجليزي العربي ما يوكل عيش(خبز)». ومع تقديري واحترامي لكل من علق سلباً أو إيجاباً على ما كتبت، يعرف من تعامل معي حبي للمغرب العربي ومشرقه واحترامي لكل الآراء التي توافقني أو تختلف معي، لكن الهم واحد وهو كيف نعيد لهذه الأمة مكانتها في سجل الحضارات المعاصرة. «اللغة ليست مجرد وسيلة حوار إنساني، أنها برمجة للعقل البشري، ولن تجد حضارة أبدعت بلغة غيرها، هذا ما تعلمته من اليابان وكوريا» كانت هذه تغريدتي الثانية لنفس المناسبة، فقد زرت الكثير من دول العالم المعاصرة التي لها وزن في كوكب الأرض، وتأملت التاريخ المسطور عن الحضارات لأجد أن اللغة مرتبطة بصورة واضحة بالرقي الحضاري، اليوم نعيش الحضارة الأميركية ولها لغتها والقطب الروسي يفخر بلغته كما هو شأن الفرنسيين والألمان أو الكوريين وأهل اليابان، لكننا نحن العرب مازالت لغتنا في الميزان، كتبت التغريدة الأولى بينما كنت مشاركاً في مؤتمر تربوي دولي، ولأن الترجمة الفورية لأكثر من لغة متوفرة قررت طرح آرائي التربوية باللغة العربية التي أعشقها، وكم كانت صدمتي عندما علق أحد وزراء التربية العربية لمدة جاوزت النصف ساعة بلغة أجنبية يتقنها، هنا مربط الفرس كما يُقال. فكيف نتوقع من الأعجمي أن يحترم العربي، والأخير يتنكر للغته الأم، ويفتخر بلغة أجنبية، المشاهد على ذلك كثيرة. لقد ثارت ثورة أحد المسؤولين اليابانيين عندما قررت أن استفزه أثناء زياتي لوزارة التربية لديهم بقولي متى سيتخلص أهل اليابان من لغتهم الصعبة، ويتعلمون باللغة الإنجليزية، وبعد أن ذهب عنه الغضب قال لي حكمة من ذهب، من يتعلم بلغة غيره لن يتمكن من الإبداع مثله، وسيبقى أسيراً لتلك اللغة والحضارة، ومن يتعلم بلغته يفكر بحرية، ويستطيع أن يُسهم في إبداعات الحضارة البشرية. نعم اللغة العربية ليست قاصرة عن مواكبة العالم بمتغيراته، لكننا كبشر لم نحمل هذه اللغة التي قصرنا في حقها وسحقنا موقفها، لست سلبياً في توقعاتي أو توجهاتي، لكننا كلنا ندرك زحمة اللهجات العربية الدارجة في مجتمعاتنا التي غذاها الإعلام العربي بشتى أصنافه. فهناك من يكتب باللهجات الدارجة، وهناك مذيعون ومقدمو برامج ليست اللغة العربية إحدى سماتهم، ولو أضفنا لذلك الغناء والطرب لأدركنا أحد أهم أسرار تأخر العربية في حياتنا. التعليم هو أحد واجهات هدم حصون اللغة العربية، بعض من يعلم اللغة العربية متنكراً لها داخل غرفة الدرس أو خارجها، وأن من يدُرّس اللغة العربية يعرضها كأنه يخاطب «سيبويه» في منزله مما جعل الدرس مملاً، وعندما يُقارن الصغار أدوات وفنون تدريس اللغات الأجنبية باللغة العربية، يتسرب إليهم حب غيرها. أهل الفكر مطلوب منهم المزيد من النظر في مشاريع إصلاح واقع لغتنا لأنها هويتنا وحضارتنا

0 7:41 ص
عمار وإلى جانبه الغامدي خلال المحاضرة                                                     (الشرق)

عدّ دخول اللغة العربية إلى قاعات الأمم المتحدة انتصاراً كبيراً لها

 


 

 

 

محمود عمار: رجال الكنيسة في إسبانيا عرَّبُوا مجموعاتهم القانونية لتسهيل قراءتها على الناس

  • ٢٠١٤/١٢/٢٨ - العدد ١١٢٠

الرياضحسين الحربي

عدّ أستاذ اللغة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور محمود عمار، دخول اللغة العربية إلى قاعات الأمم المتحدة ولجانها ومحاضرها، والاعتراف بها لغة رسمية على المستوى الدولي، انتصاراً كبيراً للغة العربية، وكسباً معنوياً منحها اعترافاً دولياً.
وقال عمار، في محاضرة بعنوان «الحرف العربي فلسفة النشأة وجمال التكوين» ألقاها صباح أمس في مجلس حمد الجاسر الثقافي، وأدارها الدكتور صالح الغامدي: إن القرار الأممي أعاد اللغة العربية لمكانتها التي تتمتع بها في عصور سلفت في زمن تغيرت فيه المعايير، وإقراراً بأن فيها مصادر مدخرة للثقافة العالمية، وتقديراً لتاريخها الزاخر بالإنتاج والعطاء، وإبرازاً لمكانة الأمة العربية في المحيط الدولي.
وأضاف: ليس هناك شك في أن اعتماد الأمم المتحدة اللغة العربية لغة رسمية بين لغاتها الرئيسة، يدعو سائر المنظمات التابعة لها لإفساح المجال لاعتمادها والاعتراف بها، مشيراً إلى أن منظمة «اليونسكو»، بوصفها راعية للتربية والثقافة والعلوم على مستوى العالم، نفذت مجموعة مبادرات تهتم بمختلف اللغات بوصفها وعاءً للثقافة والعلوم، ومصدراً للتفكير والتعاطي العلمي والإبداعي ووسيلة للتعبير عن الحضارات المختلفة، والتنوع التراثي بين الأمم والشعوب.
وعن الحروف الأبجدية في اللغة العربية، أوضح عمار أن كثرتها أو وفرة المخارج فيها لا يمنح اللغة العربية ميزة معينة، لافتاً إلى هناك لغات كثيرة تتفوق عليها عددياً مثل الصينية أو الروسية أو اليابانية، ولكن وفرة المفردات وثراء اللغة، والقدرة على التعبير عن الخواطر، والوفاء بمطالب البحث والعلم، هي ما يميزها وذلك لا يتوقف على عدد حروف الهجاء.
وتابع قائلاً: كما لا ينبغي أن ننسى أن الحرف في اللغة العربية تعتريه الحركات الثلاث، أو يخلو منها، فكأنه أربعة أصوات، وكأن الحروف المذكورة هي 112 حرفاً، وإذا كان (بَ بُ بِ بْ) عند العربي حرفاً واحداً تغيرت حركته، فإن من لا يعرف العربية يسمع أربعة أصوات، وليس صوتاً واحداً، ولو أضفنا حروف المد لأنها من جنس الحركة، فستتضاعف هذه الحروف، ولعل في هذا الاختصار المتضمن التفريع يكمن وجه من وجوه إعجاز هذه اللغة العبقرية.
وشدد عمار على أن الحرف العربي يتسم بالمرونة وقابلية التشكيل الجمالي، حتى أصبح من أهم مصادر الإبداع والفن في الحضارة العربية، زخرفت به الصفحات وأغلفة المجلدات، وكتب على الجدران، والمحاريب وسقوف المساجد، وحلوق القباب، وعقود الأعمدة، والأبواب والنوافذ، وشواهد القبور، وغيرها، وما فيه من طواعية جعله يتشكل في عديد من اللوحات الفنية التي يعبر عنها بأنواع الخطوط المختلفة.
وقال إن فنون الخط ازدهرت في مصر لأن فيها معلمين منتصبين لتعليم الخط، يلقون على المتعلم قوانين وأحكاماً في وضع كل حرف، على حد تعبير ابن خلدون، وفي بلاد الشام والجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وتنشط الأيدي البارعة في التشكيل والفن، وتلمع أسماء فنانين مختصين في كل الأقطار، وتعقد المسابقات، وتقام المعارض في كثير من المناسبات والعواصم، وتلقى رواجاً حتى في الدول الأوروبية، ممن يستمتعون بتشكيلات الحرف العربي، وإن لم يتعلموا قراءته، مشيراً إلى أن الأوروبيين افتتنوا بالحرف العربي في الماضي، منذ أقدموا على تعلم العربية في مدارس قرطبة بالأندلس، ونقلوا إليها كثيراً من تراثهم، وكتبوا بها بعض شعرهم ونثرهم، وأدعية صلواتهم، «واضطر رجال الكنيسة إلى تعريب مجموعاتهم القانونية لتسهيل قراءتها في الكنائس الإسبانية»، مبيناً أن الفنان الإسباني ما زال يتأثر بالخط العربي فيما يبدع من لوحات يقوم بتسويقها على أفواج السائحين التي تقصد بلده.
غير أنه كشف عن تقلص انتشار الحرف العربي في آسيا إلى سدس ما كان عليه تقريباً، بعد أن كان مسيطراً على أكبر قارات العالم مساحة وسكاناً، وإفريقيا البكر السمراء كذلك. وقال: ليس ذلك لضعف هذا الحرف أو عدم ملاءمته، أو عدم قدرته على المواجهة والمنافسة، ولكن تعرض لعقبات، أهمها انحسار أثر العرب في العالم الحديث، وتغير الموقف من تراثهم وثقافتهم، واحتلال الشعوب الضعيفة، وترويج المحتل للغته وتشويه الثقافات المحلية، وظهور دعوات قومية ووطنية وإحياء التراث المحلي، وعدم وجود دعم وتوعية كما حدث في الصومال العربية منذ 1992م، وتقليد الغرب والسير في ركابه كما حدث في البوسنة لانتمائها إلى أوروبا، والهزائم والانكسارات التي هزت بعض الشعوب وخلخلت القيم والثوابت فيها كما حدث في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، والتوجهات السياسية كما حدث في مؤتمر «اليونسكو» في باماكو في مالي سنة 1968م ودعوة الدول الإفريقية إلى التحول للحرف اللاتيني، والقرارات الرسمية التي اتخذتها بعض الدول كما حدث في الاتحاد السوفييتي السابق سنة 1938م حين اتخذ قراراً تحولت بمقتضاه 22 لغة من العربية إلى الروسية.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١١٢٠) صفحة (١٧) بتاريخ (٢٨-١٢-٢٠١٤)
0 7:33 ص
كل عام ولغتنا الجميلة، بألف خير وازدهار ، هاهو الثامن عشر من ديسمبر الذى تحتفل فيه الأمم المتحدة سنويا باللغة العربية ضمن اجندتها للأيام العالمية ،تعظيما لمكانتها ، لكن اليوم مر كغيره من الايام ، ولم يعره كثيرون من اهل العربية الاهتمام اللائق به وكثيرون منهم ربما لم يسمعوا عنه من الاساس ، مر اليوم مرور الكرام لم تمنحه الجهات الحكومية العربية الاهتمام الذى يليق به ، باستثناء ندوات جاءت على استحياء اقامتها مجامع اللغة فى البلدان العربية وزاد عليها كلية الالسن فى جامعة عين شمس المصرية وكلية علوم التربية بالعاصمة المغربية الرباط ، لم نسمع عن احتفاء الجامعة العربية به ، لم تعلن دولة عربية تنظيم مؤتمر يدرس واقع اللغة بين أهلها فى ظل التغول للغات الاجنبية التى تغزو التعليم فى بلدان لغة الضاد لغة القرآن لغة اهل الجنة..

وبدا واضحا أن اهمالنا للغة الذى ظنناه امرا عابرا بات متعمدا، وكأن أمر اللغة لايعنينا ، رغم تسليمنا بالمقولة التى تؤكد أن اللغات التى تسمى بالحية، تموت اذا لم تتجدد وتتناقل حتى اللغات التى نكتسبها بالتعلم، تسقط من الذاكرة بمضى السنين إن لم نستخدمها، فاللغات شأنها شأن البشر وكل الكائنات الحية تنثر وتموت بالاهمال، ورغم ذلك تجاهلنا الامر وتراجع اهتمامنا باللغة وتذوقها الى درجات متدنية، ولم يشفع للغة العربية أن أكثر من اربعمائة مليون يتحدثونها وكثيرون من غير ابنائها يجيدونها، بعد انتشارها بفضل الفتوحات الاسلامية وعن طريق التجار العرب الذين تنقلوا بين مشارق الارض ومغاربها، لدرجة بلغت حد تأثيرها الكبير على اللغات الاخرى، حتى انك تجد بعض الكلمات العربية فى لغات اخرى مثل الفارسية والتركية والاوردية ، ما يعكس قدرتها على التأثير على ماعداها من لغات ، والفضل الكبير فى ذلك يرجع الى القرآن الكريم ، الذى يضمن خلودها الى يوم الدين.

اذن علينا ان نعترف ونقر بأن لغتنا الجميلة تواجه أزمة كبرى هذه الايام، سيظهر اثرها السلبى فى الاعوام القليلة المقبلة، فكثيرة هى الاسر العربية التى تدفع بابنائها الى المدارس الاجنبية التى غزت بلداننا ، وهى لاتعير اهتماما باللغة العربية ، فيشب الطلاب وهم لايعرفون قواعدها، وبعضهم يجهل حروفها وطريقة كتابتها خصوصا بعد ان ابتكر البعض (الفرانكواراب ) وهى كتابة المضمون العربى بالحروف الانجليزية ، ومن أسف تساهل الجميع مع هذا الخلط الذى يهدر قيمتها، حتى بدا الامر وكأنه طبيعى ، اذ بلغ حد تدنى مستوى التوقير للغة درجة يصعب تخليها ، وخير مثال لذلك مواقع التواصل الاجتماعى ونظرة واحدة اليها تكفى للصدمة، لما تحتويه من اخطاء املائية فادحة تفضح المستوى المتدنى للتعليم وتكشف عن حقيقة أمية المتعلمين ، واذا تجاوزنا التواصل الاجتماعى ومواقعه التى تضم خليطا متباينا من الثقافات ودرجات التعليم ، وذهبنا الى وسائل الاعلام المسموعة والمرئية سنجد العجب العجاب ، اخطاء بالجملة فى قواعد اللغة اثناء القراءة حتى نشرات الاخبار ، ويكفى للتدليل هنا ان كثيرا من المذيعين يستسهلون قراءة الاعداد وارقام السنوات باللغة العامية ، ومقالات كثيرة تنشرها الصحف بالعامية ، فاى استهانة بلغة الضاد أكثر من ذلك، وكيف يمكن ان نبرئ الإعلام بمختلف منابره من تهمة اهمال اللغة،

لقد بلغ الامر مبلغا يصعب التوقف امامه بضرب الأكف ، اوالترحم على أساطين العربية شعرا ونثرا، ومن هنا فإننا نشد على عضد مجمع الخالدين المعنى بحماية اللغة عندما حذر وسائل الاعلام من الاستهتار باللغة ، وألمح الى امكانية استخدام حقه الذى كفله له القانون لوقف هذا العبث غير المقبول باللغة فى وسائل الاعلام ، التى كان حريا بها ان تكون فى طليعة المدافعين عن اللغة وجمالياتها والحفاظ عليها باعتبارها مصدر فخر للناطقين بها، فلاحياة لامة بدون لغة كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم وَكَــمْ عَـــزَّ أَقْـــوَامٌ بـعِــزِّ لُـغَــاتِ.

لذا فان الأمر بات يتطلب وجود ارادة سياسية لدى قادة الدول العربية بمنح لغة الضاد ما يليق بها من التوقير، وان يكونوا هم أول من يعمل على ذلك من خلال استخدامهم للغة العربية فى كلماتهم التى تلقى فى كل المحافل العالمية، وهنا يجدر أن نذكر بكل الاحترام ماأقدم عليه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عندما ألقى كلمته فى الامم المتحدة باللغة العربية وكانت المرة الأولى التى تنطق فيها العربية داخل الهيئة الأممية ومن بعده تكرر المشهد مع الزعامات العربية حتى يومنا هذا، وعلى كل الزعماء العرب الالتزام بهذه الخطوة لمنح المثل والقدوة لابناء شعوبهم وممثليهم فى كل المحافل الدولية، خصوصا وان الترجمة الفورية موجودة بصفة أساسية فى كل الاجتماعات ، كما أن شعوبا كثيرة تعتز بلغتها ولا تتحدث سواها، وعلى سبيل المثال الالمان والطلاينة، كما تجدر الاشارة هنا الى مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل نهيان نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء حاكم دبى ، الذى أطلق جائزة تحمل اسمه لافضل تطبيق ذكى لتعلم اللغة العربية عبر الحاسب الآلي، وكذلك أفضل مبادرة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر اللغة العربية ورصد جائزة مالية كبيرة اعتقد انها تمثل وسيلة تشجيع للمشاركة فى الجائزة، ومن ثم يعود الأمر بالنفع على اللغة وتتحقق الاهداف المنشودة لخدمتها ، بعد أن ينجح الغواصون فى الوصول الى اعماقها الغنية بالدر والصدفات .

لمزيد من مقالات أشرف محمود
0 7:29 ص

اللغة العربية تراثا إنسانيا

Google Plus Facebook Twitter

سعيد يقطين


تم يوم 18 كانون الأول/ديسمبر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. تقليد إيجابي، ومناسبة هامة لإعادة التفكير في واقع اللغة العربية ومستقبلها. أقيمت ندوات، وقدمت محاضرات. وستقام مؤتمرات بالمناسبة على مدار العام. وما يجري في المغرب، يجري في مختلف البلاد العربية.
يقدم المحتفلون دراسات وأبحاثا تنطلق في مجملها من واقع أن اللغة العربية في وضع يستدعي الاحتفاء بهدف الدفاع عنها، من ناحية، والعمل على الارتقاء بها، من ناحية أخرى. لقد ظلت نبرة خطاب الدفاع هي الطاغية. أما خطاب الارتقاء العملي، فيدخل في باب «التوصيات» التي ننساها بعد كل مناسبة احتفاء، لنجد أنفسنا في الذكرى نفسها، نغير فقط صيغتها، وسنظل نبدلها كلما تغيرت أساليب لغتنا، وهي تتطور بمنأى عن تفكيرنا أو تدخلنا.
لا شك أن هناك مبررات متعددة تدعو إلى التفكير في الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها. فهناك من جهة من يشكك في العربية، معتبرا إياها لغة «مقدسة»، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تكون لغة التواصل، أو البحث العلمي. كما أن هناك، من جهة ثانية، من يطالب بمعاملة اللغات الأخرى المعاملة نفسها، وخاصة دعاة الدارجة والأمازيغية وأخريات. ويُرى في هذه المطالب منافسة للعربية، ومحاولة لزحزحة موقعها لفائدة هذه اللغات. وأخيرا، هناك من يرى أن مشاكل التعليم، وخاصة ما جاء منها متصلا بالتعريب، هو سبب التدهور العام الذي يعاني منه القطاع التربوي.
إن تأملا بسيطا، يتجاوز المقاربة السببية في فهم الأمور ودراستها، يتبين أن كل هذه المبررات أوهى من بيت العنكبوت. فلا التشكيك يودي بيقين كون اللغة العربية قادرة على أن تكون للتواصل والبحث العلمي. ولا المنافسة تزحزح مكانتها. ولا مشاكل التعليم المغربي والعربي، يمكن أن يحل باعتماد اللغات الأخرى، ولو جعلنا الإنكليزية مطلبا ضروريا لمن «تخرج» من الروض لـ»يلج» أبواب المرحلة الابتدائية؟
بين الدفاع عن واقع، ليست اللغة العربية هي المسؤولة عنه، ولكن السياسات المتبعة، سواء في التعليم وفي غيره، وبين العمل من أجل الارتقاء بها، مسافة بعيدة. فالدفاع يستهلكنا، إلى حد أننا نصبح نختزل حل مشاكلها بقرارات وتوصيات وإحداث مؤسسات، ومكاتب وتجهيزات. لكن العمل الجماعي من أجل الارتقاء بها يظل مقترنا بالمقاربة السببية نفسها. فإذا بنا نراوح المكان.
سبق أن كتبت في الموضوع مرارا، وأبرزت أن اللغة العربية، مثل أي لغة، لا يمكنها أن تتطور في غياب المجتمع العلمي، لأنه هو الذي يؤسس للبحث العلمي في اللغة وغيرها. وعدم مساهمتنا في المعرفة العلمية الإنسانية ليس سببه «العربية»، ولكن «المؤسسة». ولا أقصد، العمران، ولكن «الذهنية»، أي من سكن الديارا.
اللغة العربية، ليست لغة قومية، أي تتقيد بجنس، أو عرق. إنها منذ أن ارتبطت بالإسلام، دينا كونيا، تعدت حدودها الجغرافية والقومية، وصارت لغة كل من نطق بها، أو قرأ، أو كتب، أو صلى. إنها، منذ أن اتصلت بالكتاب، مع القرآن الكريم، انتقلت من الشفاهة إلى الكتابة. فصارت لغة كتابة. وهذا ما ناضلت من أجلها كل اللغات «الحية» حاليا، لكي تتجاوز الشفاهية، وتصبح لغة «الوطن» الذي تأسس معها، فتجاوزت اللغة المكتوبة البعد الإثني والقومي. وهذا واقع الإنجليزية حاليا.
العربية من أعرق اللغات وأقدمها. ولا تكاد تضاهيها أي لغة معاصرة في هذا الوضع. ساهمت فيها أعراق وثقافات على مر العصور. وعمر التراث المكتوب بها، يتعدى خمسة عشر قرنا من الزمان. بينما لا يتجاوز عمر التراث المكتوب باللغات الحية المعاصرة سوى بضعة قرون في أحسن الأحوال. فالفرنسي الآن لا يقرأ رابليه (النصف الأخير من القرن السادس عشر)، إلا مترجما إلى لغته الحديثة؟ وشتان بين لغته ومعجمه واللغة الحديثة. بينما يتسير لمتعلم العربية، أن يقرأ نصوصا من القرن الخامس الميلادي. القارئ التركي اليوم مُغرَّب عن تراثه القريب جدا، ولا علاقة له به؟ عندما زرت كوردستان العراق مؤخرا، لاحظت الشباب الكردي لا يعرف العربية؟ فكيف سيطلع على التراث الكردي الذي ساهم فيه الكرد باللغة العربية؟ وهل ترجمته إلى الكردية كافية للإمساك بلغته الأصلية التي ساهم فيها الكرد؟
أعتبر اللغة العربية تراثا إنسانيا. وأن التراث الذي كتب بها تراث إنساني. وإذا كان المجتمع الدولي يهتم الآن بالتراث الإنساني، مهما كانت قيمته الرمزية في الدلالة على «الوضع البشري» (جامع الفنا بمراكش مثلا)، فاللغة العربية جزء أساسي من هذا التراث الذي امتد لقرون زمانية، وغطى مساحة جغرافية من المعمور، تذهب من الشعر الجاهلي في الجزيرة العربية، إلى الشعر المهجري في أمريكا في بدايات القرن العشرين، إلى آداب المهاجر العربية الحديثة حتى أستراليا. خدمت هذا التراث الإنساني أعراق غير عربية في القديم، ومنذ القرن التاسع عشر خدمه «المستشرقون» خدمة لم يقم بها العرب أنفسهم؟ هذا علاوة على دوره في التفاعل الحضاري على مر التاريخ. لا يمكن التعامل مع التراث القديم إلا محولا إلى اللغات الوطنية الحديثة، باستثناء التراث العربي المكتوب بالعربية.
الارتقاء بالعربية مهمة علمية وإنسانية.
كاتب مغربي

سعيد يقطين

0 7:19 ص

تزخر لغتنا العربية الجميلة بكثير من الغرائب والعجائب والطرائف والمعاني الجميلة التي قلما تجدها في أي لغة أخرى، فلغة الضاد فيها الكثير من الأسرار التي تخفى على كثير من الناس.

فمثلا: الكثير يعتقد أن كلمتي (السنة - العام) مترادفتان وأن السنة هي العام وأن العام هو السنة ولكن هذا غير صحيح.

يقول الله تعالى: (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً).

ألم يكن بالإمكان أن يقول الله عز وجل "تسعمائة وخمسين سنة"؟ فلماذا ألف سنة إلا خمسين عاماً؟

إن لفظة سنة تطلق على الأيام الصعبة الشديدة! ولفظ عام يطلق على الأيام السهلة، أيام النعيم والرخاء.

يقول تعالى في سورة يوسف: (تزرعون سبع سنين) ثم قال (ثم يأتي من بعد ذلك عام يغاث فيه الناس).

فبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنة شقاء إلا خمسين عاماً!

وتكون سنوات الزراعة السبع سنوات شقاء قبل أن يأتي العام الذي يغاث فيه الناس في الآية الثانية.

لذلك يفضل البعض أن يقول كل عام وأنت بخير على أن يقول كل سنة وأنت طيب.

هذا في موضوع التناقض والترادف، أما في مسألة المثنى العجيبة فإننا نجد بعض الكلمات في صيغة المثنى وتدل على شيئين متناقضين، فمثلا:

الثقلان: الإنس والجن.

الوالدان: الأب والأم.

الداران: الدنيا والآخرة.

الأصغران: القلب واللسان.

الأبيضان: السكر والملح.

الأصفران: الذهب والزعفران. (وهناك من يقول بأنه النصر والاتحاد!)

أخيرا.. ومن أسرار اللغة العربية، عدم وجود كلمة عربية فصيحة تجمع حرفي العين والحاء في كلمة واحدة!

جربوا وستعرفون ذلك!.

0 4:03 ص

 موقع وجريدة البيان : في يومها العالمي.. ما زالت التحديات مستمرة


احتفل العالم منذ أيام قلائل باليوم العالمي للغة العربية، ولقد حرصت الإمارات بقيادتها ومواقفها ومبادرتها على التأكيد على أن العربية هي مكون أساس من مكونات الهوية الوطنية، وسعت دائماً إلى تمكينها والحفاظ على المكانة اللائقة بها باعتبارها لغة حياة، لأنها لغة حية متحركة، قادرة على التجاوب والتفاعل مع مستجدات العصر وتعقيداته الفنية والتقنية.

فضلاً أنها لغة علم وفكر، لأن حضارة قد شيدت على مدار قرون وأن إبداعات سطرت بحروفها مازالت خالدة، وهو ما أكد عليه في غير مناسبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: «إن لغتنا العربية هي شريان الأمة ووعاء تاريخها ورمز عزها وحضارتها وثقافتها وأساس لتقدمنا ورفعتنا».

من هنا جاءت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للغة العربية علامة فارقة على طريق تعزيز مكانة الإمارات وموقعها الريادي كمركز للامتياز للغة العربية وتطويرها تعلماً وتعليماً، وتشجيع الشباب على الإبداع في تطوير استعمال اللغة العربية في ممارساتهم اليومية وحياتهم العملية، وتشجيع الإسهامات الاستثنائية في خدمة اللغة العربية.

من التحديات التي تواجه اللغة العربية هو التراجع في مستوى إتقان اللغة في مستواها الفصحى المبسطة، سواء عبر الكتابة أو عبر التحدث، وهذه نتيجة لتراجع منظومة تدريسها، ابتداء من المراحل التمهيدية في الروضة إلى أن مرحلة الجامعة، وعلاقة الدارس بلغته العربية الأم علاقة متوترة لا يحسن التعامل معها في الحدود المتوقعة، فكيف بمن يستشعر الغربة عن لغته الفصحى أن يأنس بها سواء كانت شعراً أو نثراً، بل كيف يبدع من خلالها؟

أضف إلى ذلك أن المناهج المعنية بتدريس اللغة العربية مازالت بعيدة عن تقديمها في ثوب قشيب خلاب جاذب يعايش مفردات العصر ومستحدثاته، ومازالت النماذج التقليدية المتحفية هي التي تقدم اللغة من خلالها، وكأن العربية غير قادرة على مجاراة مستحدثات العصر.

مما يربط بين اللغة العربية والتقليدية، وهذا تكريس لحالة خاطئة نتج عنها مزيد من عزلتها عن الاستخدام العام، للحد الذي جعل من الصعوبة بمكان أن يتحدث أحدهم بالفصحى دون تعثر، من هنا وجب أن يتم تدريس العربية من خلال نصوص معاصرة جاذبة.

كما أن الحلقة الأهم في الارتقاء باللغة العربية مازالت بحاجة إلى كثير من النظر، هو المعلم، الذي يستطيع من خلال قدراته أن يقدمها بشكل مبسط ومفهوم، أما إذا كان يعجز عن ذلك ففاقد الشيء لا يعطيه، وستكون النتيجة مزيدا من الجفوة بين الدارسين ولغتهم.

ولابد من انتقاء معلمي اللغة العربية لأنهم لا يقدمون لطلابهم مادة تعليمية فقط لكنهم يقدمون المادة التي سيقوم الدارس بالتفكير بها، والتعلم عبرها، والإبداع من خلالها، ورؤية الدنيا من حوله بمفرداته، فإذا كانت هذه المادة رقيقة في أساسها فإن ما ينتج عنها لن يكون في أفضل حالاته.

كما أن الارتقاء بمستوى طلابها لن يكون عبر التدريس في قاعات الدراسة وفقط ولكن ينبغي أن تكون هناك مناشط للغة العربية والارتقاء بها، فكثير هم الذين تفتحت مواهبهم، من نظم الشعر وكتابة القصة وغيرها من المهارات الاستثنائية في التعامل مع اللغة في مراحلهم التعليمية الأولى، خارج القاعات الدراسية ومن خلال المناشط الثقافية اللاصفية.

مثل تخصيص أوقات للقراءات الحرة التي تجعل التلميذ أكثر استقلالية في تعامله مع لغته والمادة التي يقبل عليها، كما يجب توظيف مهارات اللغة وقواعدها وتهيئة الفرصة أمام المتعلمين لتوظيف تلك القواعد، وهو ما يسمى بالتعليم الوظيفي؛ الذي يبعد بالدارس عن حفظ القواعد مجردة دون تعلم أغراضها وكيفية تطبيقها دون صعوبة.

وقد كان لي شرف حضور بطولة الإمارات الدولية الأولى للسكرابل «لعبة الحروف العالمية»، بدعوة من الأستاذ فرج بوزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة الرابطة الإماراتية للعبة، وتحت رعاية كريمة من الشيخة عزة النعيمي.

وهذه اللعبة معنية بقدرة المتسابق على تكوين أكبر عدد من الكلمات من بعض الحروف خلال وقت محدد، وتسهم اللعبة في إثراء الزاد اللغوي من حيث المفردات، وتنمية مهارة بناء الكلمات حسب قواعد اللغة العربية.

إضافة إلى أنها تنمي مهارات الحساب، وتنشط الذاكرة، وتقام اللعبة في العديد من دول العالم بمختلف اللغات، وفي هذه النسخة كانت اللغة العربية حاضرة في إمارة عجمان التي تدعمها، وهي بداية تحتاج إلى مزيد من الدفع.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام ساعدت في فترات تاريخية على انتشار اللغة العربية وتبسيطها إلا أن الكثير من أقنيتها تحظى فيها اللغات غير العربية بمساحة زمنية أكبر، كما أن إجادة اللغة العربية الصحيحة لم تعد شرطا للمشتغلين بها.

في حين أن إجادة غيرها من اللغات الأجنبية هو الباب الواسع للدخول إلى فضاءات الإعلام، مما يشعر الكثيرين من الشباب أن لغتهم تحول بينهم وبين مجالا قد يملكون مؤهلات للنجاح فيه إلا أن العربية وحدها لا تكفي في كثير من الأحيان، على الرغم من أن هذه الوسائل في معظمها عربية موجهة إلى جمهور عربي، وهو ما أصاب البعض بالهزيمة النفسية التي تحدث عنها بن خلدون.

وإذا كانت لغة الحديث على صفحات التواصل الاجتماعي قد اتخذت شكلاً جديداً من الحروف الأجنبية، الذي يزيد من البعد عن اللغة العربية في سياقها الصحيح، إلا أنه يمكن استخدام هذه الوسائل ذاتها في تقريب اللغة العربية الصحيحة والبسيطة لأصحابها.

 

Dralkhaja@gmail.com



في يومها العالمي.. ما زالت التحديات مستمرة
أضف إلى ذلك أن المناهج المعنية بتدريس اللغة العربية مازالت بعيدة عن تقديمها في ثوب قشيب خلاب جاذب يعايش مفردات العصر ومستحدثاته، ومازالت النماذج ...
Google Plus Facebook Twitter
0 1:20 م
يوسف رزقة ـ رئيس مجمع اللغة العربية بفلسطين:  إن الحرف العربي يواجه عدة تحديات أبرزها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الرموز اللاتينية والأحرف غير العربية وتفشي العامية في مواقع ووسائل التواصل، وقيام عدد من الدول العربية بتوثيق إنجازاتها باللغات الأجنبية.

يوسف رزقة ـ رئيس مجمع اللغة العربية بفلسطين:  إن باللغة العربية نقاوم المحتل وبها نعبر عن مشاعرنا، وأن من يتحدثون بها كلغة أولي في العالم 279 مليون نسمة تقريباً، وكلغة ثانية 130مليون وهذا يتطلب المزيد من الاهتمام بها.

كمال غنيم ـ نائب رئيس مجمع اللغة العربية بفلسطين : "اللغة العربية كانت لغة المراسلات والدبلوماسية بين الدول العربية والأجنبية حين تمسك بها العرب وكانت مفخرة لهم".
0 8:42 م
كلما فتحت المصحف وشاهدت الحرف العربي تجدد شعوري بالنعمة والاصطفاء بكون اللغة العربية لغتي الأصلية.
  

د.سلمان بن فهد العوده: العربية لغة العقل والتفكير والحضارة (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون).. المصدر

0 7:57 م

0 6:52 م

 - قال عمـر بن الخطاب :" تعلموا العربية فإنَّها من دينكم , وتعلموا الفرائض فإنَّها من دينكم "[شعب الإيمان للبيهقي رقم (1624 )]

_ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة"

0 6:42 م

- قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  :  مَنْ يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فانه يورث النفاق « [أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (7101 ) ]

0 6:41 م

- يقول ابنُ الأثير :"اللُّغَةُ العَرَبِيَّةِ سَيِّدَةُ اللُّغَاتِ ؛ فهي أشرفَهُنَّ مَكَانًا , وأَحَسْنَهُنَّ وَضْعًا؛ وذلك لأنَّهَا جَاءَتْ آخرًا فَنَفَتْ القَبِيْحَ مِنْ اللُّغَاتِ مِنْ قَبْلِهَا , وأخـذتْ الحَسَنَ , ثُمَّ إِنَّ وَاضِعَهَا تَصرَّف في جميع اللغات السالفة , فاختصر ما اختصر وَخَفَّفَ مَا خَفَّفَ "[ المثل السائر لابن الأثير ( 1/ 206)].

-  يقول ابن جني :" إنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةِ لُغَـةُ نَبِيِّكَ التي فَضَّلَهَا الله على سائِرِ اللُّغَاتِ , وفرعت بها فيه سامي الدرجات "" وما مِنْ لُغَةٍ تستطيعُ أَنْ تُطَاوِلَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ فـي شَرَفِهَا , فهـي الوسيلةُ التي اُخْتِيْرَتْ لِتَحْمِلَ رِسَالَةَ اللهِ النِّهَائِيَّةِ , وليست منزلتها الرُّوحيةُ هي وحدها التي يسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قُـوَّةٍ وبيانٍ , أمَّا السِّعَةُ فالأمْرُ فيها وَاضِحٌ , ومَنْ يَتْبَعُ جَمِيْعَ اللُّغَاتِ لا يَجِـدُ فيها على ما سمعته لُغَةً تُضَاهِي اللغةَ العربيةَ "

 

0 2:35 م





0 10:30 ص
0 8:48 ص

موضوعات وفرائد اللغة العربية

عدد الزائرين

عدد الموضوعات



موقع فرائد لغوية