لغتي عليها كِسوة الإعراب
بِكْرٌ منزّهةٌ عنِ الإطناب
ركعَت رُكوع الصّرْف في صلواتها
ودعت دعاء النّحْوِِ في المحراب
وعلى المعاجم رفرفَتْ أسطورة
وتبتَّلتْ بفصاحة الأعراب
عربيّةٌ من آل عدنان الذين
سموا بشعرهمُ عن الأغراب
ومشوا على سكك التراث جهابذا
لا وائدين مقالهم بتراب
لغتي بقرآني تُجمّل وجهها
-تبدو النساء أَبَرّ بالجلباب-
ممشوقة القاموس في قرآننا
قدسيّةٌ في مصحف الوهاب
فعلى لساني أو لسان قبيلتي
تتلى الحروف برهبة -الكتّاب-
أنى تلوناها على المستشرقي
ن تضمخت بزنابق الإعجاب
وتكون أبلغ من صواريخ المدى
إن رتلت في سورة الأحزاب
باء البيان همى يدقّق وشمها
ويكحل الإعجاز في الأهداب
كالخيل تحملني إلى أقصى الهوى
وتطوف بي في كعبة الآداب
وتقولني في بيت شعر فاخر
يهدى على طبقٍ إلى العزّاب
وتَبُثُّنِي في أَوْجِ حزني شاعرًا
وتقصّني في هدأتي وعذابي
وإذا سجنت وتهت في زنزانتي
تبقى سمائي في الدنا وسحابي
كل المعاني طوّعت في كفّها
جرّب ترَ المعنى بلا إصعاب
لا صرخةٌ إلّاي... صوت عروبتي
نمّى البلاغة في دُفُوفِ كتابي
وعلى المدارج والرفوف قصائدي
خلَدت ككأسٍ ظامئ الأجناب
يهفو لثغر الذائقين شرابه
ويمدهم بالشهد والأعناب
أسامة رزايقيه
►
