للشاعر : حليم دموس
لو لمْ تَكُنْ أمُّ اللغاتِ هي المُنَى * لكسرتُ أقلامي وعِفْتُ مِدَاديلُغَةٌ إذا وَقَعَتْ على أسماعِنَا * كانتْ لنا بَرَدًا على الأكبادِ
ستظلُّ رابطةً تؤلِّفُ بيننا * فهي الرجاءُ لناطِقٍ بالضَّادِ
وإذا أرادَ اللهُ يَقْظَةَ أمَّةٍ * أوحى إليها يَقْظَةَ الأفرادِ
وتقارُبُ الأرواحِ ليسَ يَضِيرُهُ * بينَ الدِّيارِ تباعُدُ الأجسادِ
أفما رأيتَ الشَّمْسَ وهي بعيدةٌ * تُهْدِي الشُّعاعَ لأنجدٍ ووِهَادِ؟
أنا كيفَ سِرْتُ أرى الأنامَ أحبَّتي * والقومَ قومي، والبلادَ بلادي
بَرَدَى كدجلَةَ والفراتُ محبَّةٌ * والنيلُ كالأردنِّ طيَّ فؤادي
وأرى الرُّصافةَ في العِراقِ وكرخَها * كالصَّالحيَّةِ مَرْقَدِ العُبَّادِ
والغُوطَتَيْنِ وكَرْمَ وادي زحلةٍ * كنخيلِ مِصْرٍ في ظِلالِ الوادي
وحفيفُ هذا الأَرْزِ في لُبْنانِهِ * كحفيفِ ذاكَ النَّخْلِ في بغدَادِ